ومضات روحيّة | معرض رقميّ


وُلِدَ الفنّان التشكيليّ الفلسطينيّ تيسير بركات عام 1959 في مخيّم جباليا الكائن في قطاع غزّة، ويعدّ بركات من أهمّ الفنّانين الفلسطينيّين الغزّيّين، وقد امتدّت مسيرته الفنّيّة إلى أكثر من 30 عامًا. تمكّن بركات خلال عمله من تنفيذ العديد من التراكيب المؤثّرة، إذ تتشابك لوحاته بواقعه المتمثّل في كونه لاجئ يخضع للحياة تحت الاستعمار الإسرائيليّ، لكنّ ذلك لم يُلغِ الأمل من لوحاته الّتي تركّز بشكل كبير على السرد، وعلى القصّة من خلال الفنّ.

عن أعمال بركات، يقول د. منير توما: "تعكس الكثير من لوحات الفنّان تيسير بركات حبّه للحياة وعدم الرغبة في موت الإنسان، مع تشديده على المعاناة في أزمنة متقطّعة من خلال الألوان الرماديّة وذات اللون الداكن الّتي تربط البشر بالحجر والإنسان بالمكان، وإسقاط ذلك على معاناة وآلام الشعب بشكل عامّ، والفرد بشكل خاصّ الّذي يعيش في سياق ظروف قاهرة تتمثّل بالاحتلال. وهو يفعل ذلك بأسلوب تعبيريّ تجسيميّ يجسّد رؤىً ذهنيّة فيها خروج وانطلاق من الحالة الاستاتيكيّة إلى الديناميكيّة".

ويضيف:" توحي لنا لوحات الفنّان تيسير بركات بأنّه يجسّد بفنّه رؤىً إنسانيّة عالميّة تعكس القهر الّذي يتعرّض له الإنسان الفرد في السجون، كما في «سجن أبو غريب» في العراق مثلًا. ذلك بالإضافة إلى تركيز الفنّان في بعض لوحاته على قدرة الإنسان على التحدّي والعمل في سبيل حركة الحياة؛ فهو يرمز في بعض لوحاته إلى تعانق الطبيعة مع الإنسان من خلال تداخل الفنّ التعبيريّ باللون المجسّد للإنسان بأصله الترابيّ الّذي يُرْمَزُ إليه باللون البنيّ، بوصفه لونًا جوهريًّا، واللون الرماديّ بوصفه مرافقًا ومساعدًا في الوقت نفسه لهذه الرمزيّة، إضافة إلى عنصر وجود الأداة الحياتيّة والحركة المصاحبة لها في حياة الإنسان؛ فالنتوءات اللونيّة في اللوحات تعكس روحًا تفيض بالفكر الحالم المتطلّع دائمًا للابتكار وإلى عناق الإنسان الوجدانيّ مع أخيه الإنسان. كلّ ذلك يحدث من خلال التشظّيات الشكليّة واللونيّة في اللوحات؛ حيث يشكّل ذلك إسقاطًا على نفسيّة الشاعر الّتي يكمن فيها التسامي الإنسانيّ والتوزّع الذاتيّ على المكان بشيئيّة فراغيّة لا تخلو برمزيّتها من العواطف الحسّيّة الّتي تعكسها لوحات العناق الحميميّة الداكنة بين بني البشر".

تنشر فُسْحَة – ثقافيّة فلسطينيّة معرضًا يضمّ مجموعة من لوحات الفنّان الفلسطينيّ تيسير بركات.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 


 

تيسير بركات

 

 

 

فنّان تشكيليّ فلسطينيّ وعضو «رابطة الفنّانين الفلسطينيّين» منذ عام 1984، له العديد من المعارض ومنها مشاركاته في «بينالي ساو باولو الدوليّ» (1997)، «معرض النمسا» (1997)، «معرض النمسا» (2006)، «معرض دمشق» (2010)، «بينالي الإسكندريّة» (1989)، و«معهد العالم العربيّ في باريس» (2000).